خالد عبد الخالق عضو فضي
عارضة الطاقة :
احترام قوانين المنتدى :
وسام تكريم و تقدير :
الوسام الثانى للمنتدى :
الجنس :
عدد المساهمات : 166 العمر : 58 العمل/الترفيه : مدرس المزاج : رايق الجنسية : : نقاط : 5694 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 19/11/2008
| موضوع: امراض الرضع والعقم عند الرجال والنساء الجمعة نوفمبر 28, 2008 10:16 am | |
| العقم
تكتسي عملية الإنجاب أهميتها القصوى في المغرب، من كون العقلية السائدة تعتبر أن الأولاد هم بمثابة الأوتاد التي تثبت البيت الأسري (الخيمة), فالبيت الذي بلا أولاد، بلا أوتاد، أي مجرد «خيمة» في مهب الريح، ولذلك فإن المرأة التي لا تنجب في غضون الأشهر أو السنوات الأولى من زواجها ينتابها قلق حقيقي، فتخشى على حياتها الزوجية من التمزق.
إن العقم حسب المعتقد قد يكون قدرا أو عملا من أعمال السحر الانتقامي، فقد سبق أن أشرنا إلى بعض الوصفات التي يلجأ اليها لإحداثه لدى المرأة، حين الحديث عن الخصائص السحرية للحيوانات, وفي كل الاحوال يتدرج العلاج من الوصفات الشعبية إلى الأضرحة المتخصصة، وصولا إلى الفقهاء السحرة ذوي الاختصاص في الحالات المستعصية.
ومن العلاجات الشعبية للعقم، نذكر: تناول المرأة العاقر للحليب الرائب مخلوطا بأصفر البيض والحلبة، وتناول الزوجين اللذين لا يستطيعان الحصول على أطفال لوجبة أكل مهيأة بـ «المساخن», والمساخن هي عبارة عن خليط من سبعة توابل تطحن، وتستعمل كعناصر علاجية مع العديد من الأطباق، وهي معروفة أكثر في صفوف العامة تحت اسم «راس الحانوت» ولعلاج العقم يطبخ طائر دجاج بلدي أو طبق كسكس أو طاجين (طبق مرق) باللحم مع اضافة راس الحانوت, وبعد أن يعود الزوجان من الحمام البلدي، يتناولان الوجبة العلاجية وينصرفان بعدها للمعاشرة الجنسية.
وفي اعتقاد العامة ان «المساخن» تقوم بتسخين جسم الإنسان وتطرد منه «البرودة» التي هي أصل الداء، ويعتبر العقم الذكوري على الخصوص ناتجا حسب المعتقد عن نقص في الفحولة، التي هي برودة «النفس».
وفضلا عن اشكال العلاج المطبخية، أي تلك التي تقدم مع الأكل والشراب، ثمة أشكال أخرى متعددة ومتنوعة كتلك التي تتضمن طقوس التبخر لطرد لعنة العقم أو الاستحمام بمياه أماكن مقدسة لها بركة إحداث الأثر المطلوب، كمياه العيون المالحة بمغارة «ايمنفري» قرب دمنات، أو المياه الباردة المستخرجة من بئر سيدي يحيى بنيونس في وجدة الخ.
الحمل
عندما تحمل المرأة، يصير لزاما عليها التزام بعض الاحتياطات من أجل سلامة جنينها وأهم هذه الاحتياطات من وجهة نظر المعتقد الشعبي هي: تجنب الاحتكاك بأماكن تواجد المواد السحرية كمحلات العطارة أو الاحتكاك بالنساء المتعاطيات للسحر، لأن الجنين قد يتأثر سلباً لذلك ويتعرض لتشوهات خلقية أو للموت حتى!
ولا ينبغي معاكسة رغبات المرأة الوحمى (التي تتوحم) بل يجب الاسراع بتلبية كل ما تشتهيه نفسها، وإلا فإن من شأن حرمانها (أو حرمان الجنين في الحقيقة) أن يترك آثارا سيئة في الطفل الناشئ، ستخلف علامة على مكان ما من جسمه، ولا تظهر إلا حين يولد, وتسمي العامة تلك العلامة «إمارة (علامة) الوحم» أو التوحيمة وهي تأخذ دائما شبها قريبا من الشيء الذي حرمت منه الأم!
وخلال فترة الحمل دائما، ينبغي على الأم ألا تطيل النظر إلى كل ما له هيئة غير جميلة؛ كالأشخاص ذوي الخلقة الذميمة أو الحيوانات (قردة، على الخصوص), والسبب في ذلك ان الجنين الذي يتشكل في رحمها، سوف يأخذ الصفات القبيحة الظاهرة، لما شاهدته.
وإذا كانت المرأة لا تلد سوى البنات، فإن ذلك يعني- مرة أخرى- انها واقعة تحت تأثير عمل سحري، ينبغي عليها أن تتخلص منه, والمعروف أن هناك وصفات تنتج، حسب العامة إنجاب المرأة للفتيات فقط، وتلجأ اليها قريبات الزوج حسب المتداول، كي يدفعن به إلى تطليقه زوجته انتقاما منها, ولأجل تحقيق ذلك يقمن مثلا بإحدى الوصفتين التاليتين:
- تُؤخذ أفعى أنثى ولدت لتوها، وتقطع إلى أجزاء يمثل كل جزء منها عدد البنات التي يرغب في أن تنجبها المرأة، وتطبخ ثم تقدم للمطلوبة لتأكلها.
- تُؤخذ شعرة من رأس المطلوبة، وتعقد عددا من المرات يماثل عدد البنات المراد أن تحصل عليه، ثم توضع الشعرة في خبز مثلا وتقدم اليها لتأكلها من دون أن تدري!
ولكي تلد المرأة مواليد ذكوراً فإن الوصفات السحرية كثيرة كذلك، بدءا بأن تأكل المعنية من يد طفل لا تلد أمه سوى المواليد الذكور، أو أن تذبح ثعبانا ذكراً ولد لتوه، ثم تقطعه عددا من الأجزاء مماثلا لعدد الأولاد المرغوب في إنجابهم، وتطبخه لتأكله.
إن عدم انجاب الذكور يكون في كثير من الأحيان مبررا لتسويغ طلاق الرجل لزوجته، ويبدو تفضيل المواليد الذكور على الاناث اجترارا لعقلية هي من بقايا تفكير إنسان المجتمعات الزراعية والرعوية، التي كان مطلوبا فيها من المرأة أن تلد الكثير من الأولاد، سيؤمنون للأسرة القيام بالأشغال الفلاحية الشاقة, كما يضمنون استمرار تداول اسم العائلة, ولم تستطع المجتمعات المغربية المعاصرة التخلص من سيادة هذه العقلية المتخلفة المستبدة، حتى الآن، بأذهان وسلوكيات أكثر الناس تعلما و«وعيا».
الإجهاض
ينبغي التمييز هنا بين الاجهاض الإرادي الذي تلجأ اليه النساء اللواتي حملن «سفاحاً» ويرغبن في التخلص من حملهن درءا للفضيحة، والاجهاض اللاإرادي المتمثل في فقدان المرأة لحملها من دون رغبة منها.
بالنسبة للاجهاض الإرادي (أو لنقل بشكل أكثر دقة) الاضطراري، وبالنظر إلى كون الاجهاض الطبي ممنوعا قانونا ومعاقبا عليه لأنه حرام شرعا، فإن الاشكال التقليدية (حتى لا نقول البدائية) للتخلص من الأجنة، تظل للأسف، منتشرة بشكل واسع, وينتج عنها الكثير من الوفيات والاصابات الأخرى الخطيرة، وتستعمل الراغبات في الاجهاض عادة بعض المواد المخدرة مثل الكيف، أوراق التبغ (طابا) أو نباتات ومواد اخرى كأوراق الدفلى والحرمل والقطران والكبريت وغيرها، من المواد التي تعتبر مجهضة للأجنة، بعد أن تقوم المرأة بادخالها في فرجها (,,,).
ومن الوصفات الطريفة التي تحفل بها مصنفات السحر في باب الاجهاض، ينصح السيوطي بأن يسخن عش الخطاف وتدهن به المرأة سترتها، فيسقط الجنين, وأما بالنسبة لحالات النساء اللواتي يفقدن أجنتهن من دون رغبة منهن، خصوصا اذا كان الاجهاض متكررا، فإن ذلك يعتبر من الاعمال الشريرة للجان، حيث تقوم جنية بالدخول إلى رحم المرأة كلما حبلت، وتخنق لها جنينها.
ولتخليصها من هذا الشر المسلط، يصنع لها الفقيه الساحر أربعة جداول تحتوي على المسك والجاوي ويطلب منها أن تعلقها في الأركان الأربعة لغرفة النوم, ثم تذبح بعد ذلك دجاجة سوداء، وتخلط كبدها وقانصتها (معدتها) مع الشعير والريحان وأوراق الدفلى، وتعد من ذلك وجبة كسكس تتناوله المرأة برفقة زوجها, وبقية الوصفة أن يقوم الساحر بصنع مربع سحري في غرفة النوم من خلال نصب أربعة أوتاد تربط إلى بعضها بأربعين ذراعا من خيط الصوف، ويوضع فراش النوم داخل المربع السحري الذي لن تستطيع الجنية دخوله، ويطمئن الزوجان بعد ذلك إلى أن مجامعتهما الجنسية وما سينتج عنها من حمل سيصبح في مأمن وتحت حماية التمائم الأربع والمربع السحري المكون من أربعة أوتاد وأربعين ذراعا من الخيط.
ترقيد الجنين
يعني فعل رقد في اللغة العربية أنام, وترقيد الجنين هو تنويمه لفترة طويلة قد تبلغ أضعاف فترة الحمل الطبيعية, ويعود اصل الاعتقاد في وجود حالات الجنين «الراقد: لدى بعض النساء إلى المراحل التاريخية التي سبقت ظهور وانتشار وسائل منع الحمل,,, ففي مجتمع ساذج وسهل التصديق كمجتمعنا والعبارة للطبيب الفرنسي «موشون» يصدق الناس، خصوصا في المجتمعات القروية المنعزلة ان امرأة غاب عنها زوجها منذ سنين بعيدة (بسبب الوفاة أو الهجر) اكتشفت متأخرة انها حامل منه وان حملها كان «راقدا» في رحمها طول تلك السنين، إما تحت تأثير صدمة الفراق أو بعمل سحري من خصومها وأعدائها.
وتدعم هذا الزعم مصنفات السحر الشهيرة التي تقدم العديد من الوصفات «لترقيد الجنين في بطن أمه» أو «لعلاج الجنين الراقد في بطن أمه».
فكيف يستطيع السحر أن يجعل الجنين ينام لسنوات عديدة ضدا على قوانين الطب والطبيعة؟
يقول السيوطي في «كتاب الرحمة:» لترقيد الجنين في بطن أمه «تأخذ المرأة الكمون والعرعار وتدقهما ناعما، وتفطر عليهما ثلاثة أيام فإنه يرقد بإذن الله تعالى» (كذا).
أما إذا أرادت أن تحدد فترة رقاد الجنين بارادتها فما عليها إلا أن تقوم بوصفته الأخرى التي تقول فيها: تأخذ المرأة الطاجين وتكبه على بطنها فإن كبته مرة يرقد عاما وإن كبته مرتين يرقد عامين وإن كبته أكثر يرقد أكثر، وتفطر على نصف أوقية كمون في عسل والآخر تخبيه (تحتفظ به)، حتى تريد ثورانه (أي إيقاظه) ثم تستعمله, ولاقناع الناس، يضيف عند نهاية الوصفة عبارة «وهو صحيح مجرب».
ويبدو أن منشأ الاعتقاد في «الراكد» (الراقد) يعود إلى أزمنة سابقة كان خلالها المجتمع يمارس نوعا من التواطؤ الجماعي بنسب الحمل الذي يقع لفتاة أو امرأة خارج اطار الزوجية، إلى الجن، أو أن يتم في حالة المرأة التي سبق لها الزواج، ادعاء ان حملها شرعي من زواجها السابق وانه كان راقدا,,, إلخ.
ومع مرور الوقت، ترسخ الاعتقاد لدى الأجيال في حقيقة «الراكد», لكن يبدو ان الانتشار الواسع لوسائل الحمل، جعل المفهوم طوراً يدخل الانقراض كممارسة وإن كان لا يزال حاضرا كمعتقد.
إنجاب الذكور
وليست هذه الممارسات والمعتقدات قديمة ومنقرضة كما ادعى احد أساتذة علم الاجتماع كنت أجريت معه حوارا صحافيا، فقد نشر مركز الدراسات والأبحاث الديموغرافية بالمغرب في العام 1998، نتائج بحث كان قام به فريق من الباحثين المغاربة بإحدى مصحات الولادة بالرباط، حول تمثلات النساء المغربيات للقضايا المرتبطة بالحمل, ويستفاد من الكتاب المنشور بالفرنسية أن ربات البيوت المغربيات مازلن يقمن باجترار الكثير من المعتقدات القديمة حول الحمل والجنين.
فالذي يشكل الوليد في بطن أمه، حسب تصريحات المستجوبات، هو ملاك يقوم بعد أن ينتهي من مهمة تكوين أعضائه بكتابة قدر المخلوق الصغير على جبينه, وحسب بعض النسوة، فإنه من الممكن تغيير جنس الجنين بحسب المطلوب، لكن خلال المرحلة التي تسبق «سقوط التيلاد (الجنين) في الرحم» وتسمى العملية هذه «قْلِيبْ الْكَرْشْ» أي قلب البطن أو تغييرها، وتتم بواحدة من الطرق الثلاث الآتية:
1- المرأة المتزوجة حديثا، والتي ترغب في ان يكون مولودها الأول ذكرا، عليها ان تتحزم بالأغصان الملتوية لدالية (شجيرة) العنب طيلة مدة حملها.
2- خلال فترة النفاس، تتجرع المرأة «النافسة» محلولا يتكون من الحليب الممزوج بالبيض وحب الرشاد على الريق.
3- إذا ولدت المرأة وكانت ترغب في أن يكون جنينها اللاحق من جنس مختلف، فما عليها إلا أن تأخذ «المصران الغليظ لكبش وتقلبه (يعني الجزء الداخلي من المعي الغليظ يصبح خارجا)، لتستعمله كحزام حول بطنها مدة معينة.
وتسمي النسوة «حَبَّ الرشاد» بـ: «حب الرجاء»، لانه في اعتقادهن وسيلة للتضرع إلى الله لطلب تحقيق رجاء يأملن بلوغه، ولذلك يدخل كثيرا في وصفات طلب المواليد الذكور.
ويعتبر عدم احترام الوحم، حسب نتائج البحث إياه دائما، الذي يجعل المرأة تتمنى أكل أو شرب شيء برغبة محمومة, مثيرا لرسم ستبقى آثاره ظاهرة على بشرة الجنين مدى الحياة، فالمرأة التي تطلب- مثلا- موزة ولا يلبى طلبها، فإن رسما في شكل شبيه بالموزة سيرسم في مكان ما من جسم الوليد، إمارة على «الخلعة والفقصة» (الخوف الشديد والإحباط) اللذين استشعرهما بعد عدم تلبية رغبة الأم التي هي في النهاية رغبته.
قد تصيب العين الشريرة المرأة الحامل فتسقط حملها أو تلده ميتا لكن الجنين ما دام في البطن، فهي لا تصيبه مباشرة بأذاها لأنه محصن.
والجنين قبل بلوغ شهره الثالث هو مخلوق بلا روح، بحيث لا يزرع فيه الله الروح إلا ابتداء من شهره الثالث, وإذا مات الوليد فإنه يتحول إلى حمامة (رمز السلام) تطير إلى الجنة لتخلد فيها، وسيكون له «غدا يوم القيامة» حق الشفاعة لانقاذ والديه من النار, ولذلك يسمى الجنين المجهض دون قصد وكذا الوليد المتوفى عند الوضع «وليدات الجنة» (أطفال الجنة)، ويعتبرون صدقة قدمها الوالدان تقرباً إلى الله، وطمعاً في شفاعته | |
|
ngro إدارة الموقع
عارضة الطاقة :
احترام قوانين المنتدى :
الوسام الشرفى :
الوسام الاول للمنتدى :
الجنس :
عدد المساهمات : 441 الجنسية : : نقاط : 6882 السٌّمعَة : 126 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
| موضوع: رد: امراض الرضع والعقم عند الرجال والنساء الأربعاء ديسمبر 03, 2008 10:28 pm | |
| | |
|