25/10/2008 م
طغت النزعة الدينية لبعض الفنانين في عدد من اللوحات
في فعالية فنية فريدة بالمدرسة الكورشملية عرض 12 فنانا تشكيليا بوسنيا ستين لوحة فنية تنتمي إلى مدرسة الفن الخيالي الذي يهتم بالظواهر الطبيعية والشخصيات والتصاميم والصور الفوتوغرافية.
وقد طغت النزعة الدينية لبعض الفنانين في عدد من اللوحات التي جسدت قدرة الباري عز وجل في مخلوقاته المبثوثة في الكون، من خلال الأشجار والورود والجبال، واستطاع الفنان راسم شهمان أن يظهر القدرة الإلهية من خلال جمال وردة "أفيولا" ولونها وشكلها، وقال للجزيرة نت إنه يستلهم لوحاته بالتأمل في الكون وما يحويه من جمال بديع بالخلق والهيئة فيستخدم موهبته وفنه لكي يقرب للمتلقي تفاصيل دقيقة لا يستطيع رؤيتها بعينه المجردة.
النزعة الصوفية
واعتبر راسم لوحة (الغابة) من أجمل أعماله التي يعتز بها حيث يتهيأ للناظر إليها أنها حقيقة، غير أنها صورة متحولة ويستطيع المشاهد أن يقرأ من خلال جذوع الأشجار عبارة التوحيد (لا اله إلا الله) وفي الخلفية تقرأ عبارة محمد رسول الله.
وأرشدت لوحات الصخرات الأربع بألوانها المختلفة المتلقي بهيبة خلقها وفسرت منطوق الآية الكريمة (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
فيما غلبت على لوحات الفنان عدنان ياسكا النزعة الصوفية المستوحاة من أحد المؤلفات للعالم جلال الدين الرومي، وقال ياسكا للجزيرة نت إنه أراد الربط بين الفن التشكيلي الخيالي ودين الإسلام وقيمه ومثله السامية من خلال إظهار الفن بأسلوب جديد عن طريق إدخال مفاهيم إسلامية.
واعتبر ياسكا لوحة الدراويش المستلهمة من الطريقة الصوفية المولوية ترجمة لفنه، مشيرا إلى أن البوسنيين ثقافتهم غربية، وجاءت أعماله لتجمع بين تلك الثقافة وتطعيمها بموضوعات إسلامية تتناسب مع هوية المتلقين.
جدلية الماضي والحاضر
ويحاول ياسكا في بعض أعماله المزج بين القديم والحديث، مبررا ذلك بأن الكثير من الناس في الغرب يعتنقون الإسلام وهم بحاجة ماسة إلى إحساس جديد للفن الإسلامي الذي يتمتع بسعة الأفق بتعدد أشكاله.
وثمة لوحات أخرى حاول أصحابها اقتباس مضامينها من المؤلفات الصوفية والفلسفة الإسلامية ومن هؤلاء موشو شهمان الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في الفن التشكيلي.
موضحا أنه اقتبس إحدى لوحاته من مضمون كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي، التي أبرزت اسم الجلالة وفي الخلفية اسم نبيه صلى الله عليه وسلم.
ويرى شهمان أن الفن الإسلامي انحسر منذ القرن السادس عشر الميلادي نتيجة قواعده التي يخضع لها، ويحاول من خلال أعماله فتح آفاق جديدة من خلال التحرر والانعتاق من تلك القواعد بوضع أشياء جديدة حيث تترجم لوحة خلق الكون التي رسمها عام 1995هذا التوجه.
وحاولت الفنانة عادلة نوركوفيتش البحث عن الحقيقة من خلال لوحاتها التي جمعت في ثناياها بين مباني بلادها الأم –الجبل الأسود- ذات الطراز العثماني وأبراج سراييفو الحديثة التي تأثرت بها إلى حد بعيد
وقالت نوركوفيتش للجزيرة نت إنها قبل الشروع في عمل لوحاتها تستذكر الماضي والحاضر، وتحاول تركيبها مثل الموزاييك في لوحة فنية بديعة، ورأت أن جميع أعمالها ترمز إلى الاستمرارية.