بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة و اتم التسليم
لان ابوبكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه قصته طويله و تحتاج الي موضوعات كثيره لكي تغطي قصته و سيرته العطره لكنني سوف اقتصر في قصته قدر الإمكان حتي تخرج مختصره و مفيده و سوف نركز علي اهم المواقف التي ميزته
ابو بكر هو عبد الله بن أبي قحافه يلتقي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في " مرة " و لد رضي الله تعالي عنه بعد مولد النبي صلي الله عليه و سلم بسنتين و أشهر 0
مكانته بين قومه : قال الامام النووي رحمه الله تعالي : كان ابو بكر من رؤساء قريش في الجاهلية و أهل مشاورتهم ، و محببا فيهم ، و اعلم لمعالمهم ، فلما جاء الاسلام آثره علي ما سواه ، و دخل في أكمل دخول "
استقامته في الجاهلية :
قالت عائشة رضي الله تعالي عنها : " و الله ما قال أبو بكر شعر قط في جاهلية و لا في اسلام " و لقد ترك هو و عثمان شرب الخمر في الجاهلية "
معني هذا ان سيدنا ابوبكر رضي الله عنه و ارضاه قد حرم الخمر علي نفسه في الجاهلية "
إسلامه :
لقد اسلم ابوبكر الصديق في اوائل الدعوه و هناك اختلاف فيمن اسلم او لا هو ام علي بن ابي طالب لكن المعروف و تم الاجماع عليه ان السيدة خديجة هي اول من اسلمت من النساء و سيدنا علي اول من اسلم من الصبيان و سيدنا ابوبكر رضي الله عنه و ارضاه اول من اسلم من الرجال
تسميته بالصديق :
قال مصعب بن الزبير : " اجمعت الأمة علي تسمتيه بالصديق "
و سمي بالصديق لموقفه الشهير يوم الاسراء و المعراج عندما جاءه المشركون فقالوا له " هل لك الي صاحبك ؟ يزعم انه أسري بيه الليلة الي بيت المقدس قال " أو قال ذلك ؟ " قالوا : نعم ، فقال : " صدق ، إني لاصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة و روحه " فلذلك سمي بالصديق "
فضائله :
فضائل ا ابوبكر الصديق كثيره و لكن من اهمها
1- ثاني اثنين : يقول الله تعالي : " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " صدق الله العظيم : يقول ابوبكر في هذا الموقف : قلت للنبي صلي الله عليه و سلم و نحن في الغار لو أن احدهم نظر تحت قدميه لابصرنا : فقال " ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما "
2- أول من صلي مع النبي صلي الله عليه وسلم
3- عتيق الله من النار و هكذا قال النبي صلي الله عليه و سلم عندما دخل عليه ابا بكر فقال له " انت عتيق الله من ا لنار " لذلك سمي : عتيقا "
4- سيد كهول اهل الجنة : عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم " قال " ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الأولين و الأخرين ، ما خلا النبين و المرسلين ، لا تخبرهما يا علي "
5- هذان مني السمع و البصر " عن عبدالله بن حنطب : " أن البني صلي الله عليه و سلم رأي أبابكر و عمر فقال : هذان مني السمع و البصر "
صفحات مضيئة في حياته :
الموقف الاول : يقول علي بن ابي طالب " لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم واخذته قريش فجأت وهذا يتلتله "أي يحركه ويزعزعه من مكانه " و هم يقولون : أنت الذي جعلت الالهه إلها واحدا ؟ قال : فو الله ما دنا منا احد إلا أبوبكر ، يضرب هذا و يتلتل و يبعد هذا و هو يقول : ويلكم " اتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " ثم رفع علي برده كانت عليه ، فبكي حتي اخصلت لحيته
الموقف الثاني : يوم بدر :
في يوم بدر كان عبد الرحمن بن ابي بكر مع المشركين ، فلما اسلم قال لابيه لقد اهدفت لي يوم بدر أي اشرفت لي يوم بدر فانصرفت عنك و لم اقتلك فقال ابو بكر لابنه عبد الرحمن لكنك لو اهدفت لي لم انصرف عنك " و في هذا الموقف يتجلي ايمان ابي بكر الذي كان مستعدا لقتل ابنه في المعركه و في هذا تقديم لمحبة الله و رسوله علي كل ما سواهما ليحقق حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم حينا قال " لا يؤمن احدكم حتي أكون أحب اليه من نفسه "
الموقف الثالث : يوم وفاة النبي
كان عمر يكلم الناس و ينفي موت النبي صلي الله عليه و سلم فخرج ابا بكر و قال له اجلس يا عمر فابي عمر ان يجلس فقال اجلس يا عمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت : و تلي قول الله تعالي : و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم علي اعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين " صدق الله العظيم
و كأن الناس لم يعلموا ان الله عز وجل انزل هذه الآية حتي تلاها ابو بكر فتلقاها الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها و قال عمر بن الخطاب ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتي ما تقلني رجلاي و اهويت الي الارض و عرفت حين سمعته تلاها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مات
الموقف الرابع : أيام الردة :
بعد وفاة النبي صلي الله عليه و سلم ارتدت طوائف كثيرة من العرب عن الاسلام و منعوا الزكاة فنهض ابو بكر لقتالهم فأشار عليه عمر و غيره ان يفتر عن قتالهم فقال ابو بكر قولته المشهور : و الله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم علي منعها
و عقد رضي الله عنه الالوية للقتال علي جميع الجهات و لم تشهد الصحراء في حياة النبي صلي الله عليه وسلم مثيلا لهذه المعارك الطاحنة فقد اتسعت ميادينها و تتابعت امدادها و فدحت مغارمها و كثرت ضحاياها حتي تحقق النصر للاسلام و كسرو شوكة المرتدين فعاد من عاد الي الاسلام و هلك من هلك بعيدا عنه و ما هي الا سنوات قلائل حتي كان الاسلام ملء البر و البحر ملء السمع و البصر بينما عاشت الاديان الاخري علي هامش الحياة
و مواقفه الاخري كثيره علي سبيل المثال لا الحصر و لانستطيع التفصيل اكثر من هذا
موقفه في جمع القرأن الكريم
خوفه من تناول الحرام
أنفاقه في سبيل الله تعالي و دفعة لثمن بلال و هو عبد لاميه بن خلف سيد بلال و اشتراه منه و اعتقه
يقول عمر بن الخطاب : امرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان نتصدق و وافق ذلك عندي مالا فقل اليوم اسبق ابا بكر لاني لم اسبقه يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك ؟ قلت ابقيت مثله و اتي ابوبكر بكل ما عنده فقال له النبي صلي الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ابقيت لاهلك ؟ قال ابقيت لهم الله ورسوله فقلت لا اسبقه الي شئ ابدأ "
و صيته لعمر و هو علي فراش الموت :
لما حضر ابا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له : " اتق الله يا عمر ، و اعلم ان لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل ، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار ، و أنه لا يقبل نافلة حتي تؤدي فريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم .................. الخ "
اللحظات الاخيرة في حياته
قال ابا بكر في لحظاته الاخيره انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت الامارة فابعثوا به الي الخليفة من بعدي تقول عائشة رضي الله عنها نظرنا بعد وفاته فإذا بعبد نوبي و بعير كان يسقي له بستانا له فبعثنا بهما الي عمر فقال عمر " رحمة الله علي ابي بكر ، لقد اتعب من بعده تعبا شديدا "
و عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن ابا بكر لما حضرته الوفاة قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي للغد ، فإن أحب الايام والليالي إلي اقربها من رسول الله صلي الله عليه وسلم "
ثم قال لعائشة : اغسلي ثوبي هذين و كفنيني بهما ، فإنما ابوكي احد رجلين : إما مكسو احسن الكسوة او مسلوب أسوأ السلب :
و اوصي عائشة ان يدفن إلي جنب رسول الله صلي الله عليه وسلم لما توفي حفر له و جعل رأسه عند كتف رسول الله صلي الله عليه وسلم و ألصق اللحد بقبر رسول الله :
و صلي عمر رضي الله عنه علي ابي بكر بين القبر و المنبر ، و كبر عليه اربعا
توفي ابو بكر رضي الله عنه و ارضاه ليلة الثلاثاء بين المغرب و العشاء لثمان ليال بقين من جمادي الاخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستين عاما رحمه الله و رضي عنه و حشرنا في زمرته
اسف علي الاطالة
تمنياتي الاستفادة للجميع